Nov 24, 2011

لا تنزل من السماوات الرحيبة الى سجون اللذات و زنزانة اللحظات


مقال بقلم د : مصطفى محمود
-----------------------------------
المرأة كالدنيا فيها تقلبات الفصول الأربعة.

تفيء إليها ذات يوم فتجد الظل و الخضرة و العبير و الثمر و تلجأ إليها في يوم آخر فتراها تعرت عن أوراقها و جفت فيها الحياة و توقف العطاء لا ظل و لا زهر و لا ثمر.

تتداول عليها الأحوال تداول الليل و النهار و الربيع و الخريف و المطر و الجفاف و الجدب و النماء.

فإن كنت عشقت الظل و الخضرة و العبير و الثمر فذلك ليس وجه المرأة فإن للمرأة كل وجوه الدنيا و هي تشرق و تغرب مثل القمر و تطلع و تأفل مثل الشمس و تورق و تذبل مثل الورد.. فإن كان ما تنورت به عيناها ذات مساء هو ما عشقت فما عشقت وجهها بل وجه الله الذي أشرق عليها و عليك ذات مساء.

و حيثما يشرق وجه الله تتنور المظاهر و يورق الشجر و يتفتح الزهر و يجود الثمر و يبتسم الولدان و تهفو قلوب العشاق إلى من تعلقت به النعمة و تجلى فيه الجود.

و ساعتها تخطئ أقدامنا العنوان و تخطئ ألسنتنا الاسم الذي تسبح له.. و ننسى بارئ النعمة و ننسى أنه لا أنا و لا أنت و لا هي لنا من الأمر شيء..

و إنما كل ما حدث أن الله قال بلسان المظاهر.. ذات مساء في لحظة تجل.. أنا موجود.. أنا بديع السماوات و الأرض..

تتوقف هذه العين عند اللحظة و تتجمد عند القد و الخد و الخصر و النهد.. و تنسى مصدر الجود فينساها صاحب الفضل و يشيح عنها بوجهه الكريم.. فيذيقها الله الهجر و هي في القرب و يريها خيبة الأمل و هي في ذروة العمل و يختم لها بالخذلان و هي في غفلة الهيمان.

و تلك هي صدمة العشاق التي أفاض فيها الشعراء و أطالوا و هي في صميمها لفتة رحمة من الله يوقظ بها الذين أخلدوا الى الأرض و اتبعوا الأهواء و نسوا المعشوق و المحبوب و صاحب الفضل.. و الأصل كل الأصل.. الاسم الجامع لكل الكمالات.

و ذلك هو الأكل من الشجرة.

ثم الاهباط بعد الأكل من الشجرة.. و النزول من سماوات المعرفة الرحيبة الى سجون اللذات و زنزانة اللحظات.

تلك هي القصة التي تتكرر كل يوم منذ آدم و حواء و كلما اجتمع ابن لآدم و بنت لحواء.

تتكرر الخيبة و يتكرر الخذلان.

و لا يعتبر عاقل و لا جاهل.

و الذين أحبوا أو صدموا يعودون الى حب جديد و الى خيبة أمل جديدة و لا يشبع أهل الأمل من خيبة الأمل.

و كل مرة تزداد الغواشي على الحس و يضيق مجال الرؤية و تضيق الزنزانة على صاحبها و يغرق أهل الصبابة في بحر الصبابة.

و لا ينجو من البحر الا من عصم ربك.

انما هو بحر الظمأ الذي يجري بين ذراعي المرأة كلما شرب منه الشارب ازداد ظمأ و كلما عب منه عبا احترق احتراقا.. يظن أنه يرتوي و يبترد.. فلا يبترد أبدا و لا يرتوي أبدا.. و لا يشبع أبدا.. و لا يسكن أبدا.


انما عنده هو السكن.

و بين يديه القرار و الاستقرار.

صدق أبو العتاهية في قوله:

طلبت المستقر بكل أرض فلم أر لي بأرض مستقرا

فلا مقر لنا في هذه الأرض و لا وطن لنا فيها و انما وطننا في بيت المعاد الذي جئنا منه عند شجرة الخلد حقا و ليس عند شجرة الجوع و الظمأ التي أكل منها آدم و مازلنا نحن أولاده نأكل منها فنزداد جوعا على جوع و لا نعرف شبعا و لا راحة.

انما الحياة بجوعها.

و شجرة الأنوثة بربيعها و خريفها.


و الزهور بتفتحها و ذبولها.

و الشمس بطلوعها و أفولها.

كلها رموز تتكلم بلسان الحال..

بأنها كلها قصاصات و عينات و عبوات صغيرة تشير الى عالم آخر فيه النماذج المثلى و الكمالات و الأصول لكل هذا الذي نرى أمامنا في صندوق الدنيا.. و كأنما يضع لنا الطاهي قطرة في ملعقة و يقول لنا ذوقوا.

و الحكيم هو الذي يذوق و يقول.. الله.. ما أحلى الطهو.. يذوق فقط و لا يفكر في أن يجلس ليأكل.. لأنه يعلم أن الدنيا مناسبة للتعرف.. و عينات للتذوق.. و عبور سريع في نفق أرضي من أنفاق المترو فيه صور و معروضات.. و كل حظ الراكب لفتة هنا و لفتة هناك.

أما الجلوس للأكل و الشروع في مباشرة الحياة الحقة فذلك لن يكون الا بعد انتهاء الرحلة و الخروج من النفق الأرضي الى السطح حيث نجد في انتظارنا نعيم الخلد و الجنة التي
عرضها السماوات و الأرض و الحياة الجديرة بأن نحياها حقا.. حيث أرض الكمالات و عالم المثل.. و ذلك حظ من اتقى و فهم و عرف، و كان بينه و بين الله عمار و صلة و عهد.

أما من قطع حبل الاتصال و عاش حياة الانفصال و لم يعرف لذة الوصال و انشغل عن الحقيقة بعالم الأوهام و تعلقت همته بالصغار، فذلك حظه البقاء في النفق المظلم و نصيبه الابعاد والاهباط من نفق مظلم الى نفق آخر أشد اظلاما و لا نهاية.. فليس للبعد نهاية كما أنه ليس للقرب نهاية.. و ليس لنعيم الله حدود كما أنه ليس لعذابه حدود.

ومن يتلفت حوله في الدنيا و يتأمل عجائب صنعة الله و غرائب آياته يمكن أن يتصور كم يمكن أن يكون مذهلا و مدهشا ذلك العالم الكامل.. عالم الملكوت الذي صنعه نفس الصانع و وعد به أحباءه.

ان عظمة الصنعة من عظمة الصانع.

و ليس أعظم من الله.

فكذلك نعيمه و كذلك عذابه.

و أهل القلوب لا تجف لهم دموع من تصور يوم الجمع.. و ساعة المصير.

و هم الباكون الراجفون الضارعون الداعون الراكعون الساجدون في هذا السامر من الولائم الكاذبة على مائدة الدنيا حيث يعلم كل من يأكل أنه سوف يموت.. و مع ذلك يقتل الغافلون بعضهم بعضا على اللقمة و يتنازعون على شربة الماء.

أولئك هم الصارخون في الخلوات.

إلهي.. ارزقنا.. خوفك..

ضع الموت بين أعيننا.

فلا شيء يستحق البكاء سوى الحرمان منك و لا حزن بحق الا الحزن عليك.

أنت الحق.

و أنت ما نرى من جمال حيثما تطلعت عين أو استمعت أذن أو حلق الخيال.

لاإله إلا أنت.

سبحانك.

إني كنت من الظالمين

Aug 30, 2011

عيد فطر سعيد :)



دعاء سورة ياسين و كل عام وأنتم بخير

مدونتي الحبيبة إفتقدك كثيراً جدا جدا ، أحبائي المدونيني رفقاء هذا العالم الجميل أفتقدكم وبإذن الله سوف أصنع الوقت لأعاود المرور على مدوناتكم سامحوني على التقصير، لنا في هذا العالم تاريخ لا نستطيع إستئصاله من أيامنها بسهولة مهما شغلتنا الحياة .. كل عام وأنتم بخير أرجوا أن تتقبلوا مني احب أيام السنة لي ولنا جميعاً .. رمضان .. أعاده الله علينا بالخير و اليمن والبركات وهي دعاء سورة يس من الله على كل من قرأه بالإستجابة بإذن الله وإزالة الهم و الحزن و تفريج الكرب و التخليص من الدِين

*************
اللهم صلي و سلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله بقدر حبك فيه و بجاهه فرج عني ما أنا فيه وبسر بسم الله الرحمن الرحيم ( يس والقرآن الحكيم ) وبمن إختره للنبوة والرسالة من خلقك أجمعين ، و بجيمع ما جاء به سيدنا جبريل عليه السلام ( تنزيل العزيز الرحيم ) ، وبخفي أسرار الحروف والاسماء والكلمات التامة ، و بما أظهرته في الوجود لكل موجود من الآيات البينات و الذكر و الحكيم وبخفي لطفك المنفس عن كل مهموم و مكروب يا مفرج فرج عني ما أنا فيه سبحان مُجري الماء في اليعون ، سبحان العالم لكل مكنون سبحان المُخلص عن كل مديون ومحزون سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون
اللهم إني أسألك وأتوجه بحبيبك ونبيك ورسولك سيدنا محمد ( ًص ) أن تسخر لي قلب من أحوجتني إليه وأن تكفيني شر من يقدر علي ولا أقدر عليه يا من بيده ملكوت كل شيء أنت العالم به وقادر عليه ، اللهم بحرمة القرآن الكريم وبالسر الذي أودعته في سورة يس وبحق من أنزلها ومن نزل بهاومن أنزلت عليه أن تسخر لي قلبو عبادك ، يقضوا لي بأمرك جميع المطالب وإجعلني في كل أمر و شدة أنا الغالب ومنَ عليَ يا سيدي بسرعة الإجابة الهم إستجي دعائي و حقق فيك رجائي وإدخلني وذريتي و كل من تحوط به شفقة قلبي في حرز لطفك المصون وإكفني شر ما يكون قبل أن يكون بسر قولك ( إنما أمره إذا أ{اد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ) وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى أله وصحبه وسلم

Mar 30, 2011

حواري مع الدكتور هشام عيسى الطبيب الخاص لعبد الحليم



غلاف الكتاب
-----------------------------



( كانت بدايات إعلان ثورة 23 يوليو .. وكنتُ ماراً بالصدفة في حديقة الأزبكية .. وكان هناك عندليب يشدو بصوتٍ جميل وإحساس أجمل .. إنتبهت أذني ومن قبلهما إحساسي لهذا الصوت .. كان بسيط جداً شاب فلاح لا واسطة له ولا سند .. ثم قابلته بعدها مرة أخرى في فرح أحدى قريباتي .. وكان مريضاً ولأني طبيب بدأت بيننا علاقة قد يكتشف القاريء لكتابي أنه ربما يكون ظُلم تلخيصها في كتاب واحد .. كان إسمه عبد الحليم حافظ  ) في كتاب حليم وأنا الصادر حديثاً عن دار الشروق يعرض لنا الدكتور هشام عيسى الطبيب الخاص لحليم  في 175 صفحى ما لم نعرفه عن حليم من قبل وذلك في 153 فصل وملحق خاص بالصور له مع حليم وهو يرافقه في بروفاته و رحلاته ومنزله وصور نادرة له مع سعاد حسني و هيكل و الملك حسن بعضها إختار له المؤلف إسم أغنية من أغاني حليم  مثل " رسالة من تحت الماء " و البعض الأخر إختار له إسم يعبر عن قصة الحدث مثل " كل رجال الملك "

-------------

حاورته عاليا حليم

نُشِر في جريدة عين


1 – لماذا الأن كتاب عن حليم بعد 33 سنة من وفاته ؟


لإني طوال تلك السنوات كنت منصرفاً لعملي كطبيب غير أني رفضت فكرة أن يُفهم الغرض من هذا الكتاب كدعاية لطبيب عاصر أشهر مغني عرفته مصر على الإطلاق .. أما الأن وقد توقفت عن ممارسة الطب و أغلقت عيادتي فلا يهمني الأمر كثيراً


2 – ولماذا فكرت في نشر كتاب عنه رغم ان سبقوك الكثيرممن عاصروه في هذا حتى صار معجبي حليم كلهم تقريباً يعرفون قصة حياته ؟


هذا الكتاب كتبته منذ عامين في شكل حلقات في مجلة العربي واعجب بها رئيس التحرير جداً فعرض عليا فكرة أن أنشرها في كتاب خاصة وأنه رأى بها مادة مختلفة و جديدة عن حياة حليم ، فرحبت بالفكرة و عرضتها على دار الشروق و تحمست الدار لها جداً

3 – وما هو المختلف والجديد في ( حليم وأنا ) ؟
أني لم أؤلف كتاباً تجارياً أقص فيه قصص حب وزواج  مطرب مشهور و له مريديه في العالم العربي كله .. صحيح أني عرضت أشياء ظريفة يحب جمهوره ان يعرفها عنه ولكني عرضتها بإنتقاء شديد .. الكتاب هو سرد لحياة حليم لكن القاريء سيكتسف في النهاية انه سرد أيضاً لتاريخ عاصره حليم هذا إلى جانب قصص لم تروى من قبل عن حقيقة قصة حبه لسعاد حسني وصراعاته مع الفنانين في الوسط و علاقاته مع الملوك والرؤساء ورحلاته التي صاحبته فيها كلها وشرح حقيقي وواضح لمرضه  إلى جانب مواقف لم تروى من قبل


4 – مثل ماذا ؟
مثل أني رأيته يبكي عندما سمع خبر وفاة فريد الأطرش و هو شيء لم يكن ليصدقه أحد في الوسط الفني و لا أنا نفسي حيث كان فريد هو منافسه الأول  .. ورويت الموقف بالتفصيل في إحدى فصول الكتاب
 

5 -  هل وصلت درجة مراعاة الإنتقاء في ( حليم وأنا ) إلى إظهار حليم في صورة الملاك الخالي من العيوب ؟


لم أمجد فيه لأخلق صورة خيالية كي أرضي جمهوره .. ولم أخترع أو أركز على أخطاء لأقول إني أتيت بالجديد عن حليم لكني كنت حيادياً بحيث ذكرت عيوبه و مزاياه في حدود ما يهم جمهوره وإستبعدت ما قد لا يهم الجمهور


6 – هل لجأت لأحد من الأقارب أو الاصدقاء في جمع مادة الكتاب ؟
إطلاقاً لأني أعتقد أني عرفته وإقتربت منه أكثر مما كان أهله وأقاربه .. غير أنه كان يعيش حياة مستقلة بعيداً عنهم بينما انا كنت بنك دمه المتنقل ألازمه ليل نهار .. في حفلاته .. في بروفاته .. في سفرياته .. كنت أجلس بجوار سريره يومياً تقريباً حتى يغفو و ينام