Dec 25, 2009

سقوط دولة الحب

بنيتُكِ أسواراً أسواراً 
وشيدتُكِ في العنانِ جبالاً
اَورويتُكِ من حُبي أنهاراً 
وأعطيتُكِ الحنان بحاراً 
وزرعتُ فيكِ الوفاء أشجاراً 
ورموشي جعلتها حُراساً
 ويومَ أردت السكنَأخذلتيني جهاراً
 وأتخذتي رحيلي قراراً 
وكيف أترك بلادي
 وأين بعدك يسكن فؤادي 
أين أحفر حاضر أبائي
 وأحكي ماضي أجدادي
 لَمِ ؟بعدما صَدَق القلب ميثاق العمار
 يعود للوادي
واليوم تطلبين غفراني

 وتقولي : فتحتُ لكِ أبوابي 
عفواً يا مدينتي 
يا غزالتي القزحية
 يا لون طووستي الزاهي
 شَعبِك لم يعد أحبائي 
شمسك لن تشرق بأفراحي
 ثمار عنبك لا طعم لها في لساني 
أسوار قصورك فوق إمكاني
 وجدرانك الذهبية لم تعد عنواني
 يا دولة شيدتها بدمي
 وذبحتُ تحتها أعراقي 
وكسرتُ من أجلها تاجي 
لا تجزعي مني لا كره لكِ في أعماقي
 رحبتُ بالرحيل -- لكني 
أعاتبُ فيكي أحقابي
 لكن إعلمي
 ذكراهم لن تكون أيامي 
وهواهم نسى مكانه في أحضاني
 ووعد مني ، حر أصيل
 يا مدينتي 
يا أجمل زهراتي التي كانت
  وبَنَفسجَتي
 لن تري وجهكِ في أحداقي
 سأرحل عنكِ وقد ملكت 
من السرور كل دواعي 
من أنكرني ونساني 
وليرحم الله بداخلي نيراني
 لكن تذكري أنني 
أسقطتُكِ من خريطة أزماني 
وحطمتُكِ في أذهاني
 وأوصيكي بصورتي 
لا تخلعيها من على جدراني 
وأذكري أيضاً أنني ملكة
 تركت مُلكي برضائي 
أذكريني وأنتِ تشربين 
 دموع الندم في فنجاني

Dec 7, 2009

لم يكن نغماً


حين وجدتك
تمنيت لو كنت شيئا بداخلى
او دماء تسرى فى شريانى
حتى أعترف لك بحبى
دون ان تجمح
بخيول الغرور فى غايات أشجانى


حين وجدتك
تمنيت لو كنا نحيا فى بلاد الهوى
حتى يكون غرامى
ولاءا تطالب به
و ليس رخصا للمشاعر
و ليس طريقى لسجن الجوى


حين وجدتك
وجدت زمان أبحث عنه
و تركت زمان مللت منه
عشقت فيك لحنا يشبهنى
و بحرا أحببته قديما
و عاد اليوم يعتصرنى
عشقت فيك
عطرا صنع فى زمن الفرسان
لا أنا املك له الثمن
و لا هو حاضر بالمكان


حين وجدتك
تمنيت لو كنت العود
الذى تحيطه بذراعك
و لحن العود
الذى يخرج من بين أحضانك
تمنيت لو كنت قلم
ينعم براحتيك
أو ورقة
تضمها بكفيك
تمنيت لو كنت قضية
تثور لها شفتاك
أو تلك الأشعارالتى
دمعت لها يوما عيناك


عشقت فيك
أشعارى العائدة
و يقظة أوراقى
و تهور حنينى و ثورة أشواقى
عشقت فيك غراما جسورا
يفتك بالثوانى يمضغنى
و نار تهب فى الضلوع
و لا أعلم كيف
مثلما احتوتنى أحرقتنى


حين وجدتك
تمنيت لو تفنى الدنيا من النساء
إلا منى
جلستك تنكسر لها عظامى
و عيناك يخشع لهما دمى
عشقت فيك رعشتى
حين تتحدث
و لهفتى


عشقت فيك
مدينة رأيتها فى أحلامى
و كتبت عنها ذكرياتى
فبما انك وجدتها
هل ستأخذنى معك ؟
أم ستتركنى غريبة خارج أبوابها


حين وجدتك
أشعلت حروب القهر
و تجرأت و غامرت
و تعلمت الصراخ
ووقفت لنصرة أحلامى
من أجلك قد أبيع السنين
فأحلامى اليوم
لحظة فوق كتفيك
أو مقعد فوق أصبعك
من اجلك قد أشترى النسيان
فذكرياتى اليوم
ومضة من طيف وجهك
أو لفحة من أنفاسك


أين كنت ؟
و متى ظهرت ؟
و كيف درست مفرد بشر
قبل أن أراك
كيف أجزمت
بوجود أنسانية
قبل أن ألقاك


من قبلك
كل الرجال أكذوبة
و حكايات الشاطر و الأمير عدم
من قبلك
كل الأحاسيس مسلوبة
و الحب نغم ..... لم يكن نغماً