Feb 19, 2013

إن زمن يتصدر فيه ( موتة ) الصحف والتوك شو لابد وأن تتوارى فيه ( جثتي


قد تتجاهل الروح حتى تنفصل عن الجسد وعمن حولك قبل الجسد فتصبح بالنسبةِ لهم سراب ، تتحول أوامرك وقراراتك لإستجداءات خرساء لا تجيبها سوى أدعية بإنتقام الله وإحتسابه 
لكن لحكمة من الله ، تطوف الروح حول من أحبوك ، وربما أحببتهم دون أن يُدريك غرورك ، معطية أياك طاقة ضعيفة تستطيع بها إثبات وجودك مرة أخرى ، في فرصة صغيرة ، ضيقة ، وأخيرة .. ( النفخ ) !!!!!
أبسط الأمور قد تفعل أضخمها ، قد تُهدأ نفسك من شكوك وضغائن وغل نحو أناس كان خطأهم إخلاصهم الأعمى برضائهم لأوامرك ، حباً فيك لا إقتناعاً ، فمارسوا وجه الحياة الذي يريحهم في الخفاء دون علمك
هذا ما فعله ( نوح ) مع ( رؤوف ) وهما يكتشفان حياة أحبائهم في غيابهم ، نفخ له في طابور قطع (الدومينو ) الصلبة الثابتة الصامتة التي لا تسمع ، كان كلما نظم صفوفها أمامه نظرَ إليها وأتخذ القرار المتعسف ، وكأنه يستمد أحكامه و قراراته من شهود صم بكم عمي
ولأنه لم يكن يعرف أن قطع (الدومينو ) رغم صلابتها هشة وضعيفة غير مُصفحة بالحق ، إرتعدت من نفخة ( نوح ) حتى تساقطت واحدة تلو الأخرى إلى أن وصلت عند زِر تشغيل الفيديو فضغطت عليه ، دار الفيديو المسجل لمراقبة الزوجة من جديد ، ورأى رؤوف ما بعد مشهد توصيل صديقه لزوجته لمنزلهما .... أغلقت هي الباب وهو إنصرف .... ربما تكون أخطأت الزوجة في مقابلة الصديق وركوبها معه سيارته ليلاً لكنها لم تفعل ما فاح من بين قطع (الدومينو ) الهشة الغير مُصفحة بالحق
إنها لحظة تأمل وإستماع لجميع الأطراف داخل المشكلة قد تحدث فارقاً كبيراً في حياة المرء وأخِرَته ، الكل له أخطاءه وأنت من الكل وأول أخطاءك إخلاصك لجثتك أكثر ممن أحبوك لروحك ، فتقضي العمر تقسم بها ، ناسياً متناسياً يوم قد تنفصل فيه عنها وتبقى الروح التي لا تٌرى ... لكنها تُحس ، تصرخ وتستجدي مَن حولك أن يُعيدوك إليها فتكتشف أنك حولتها بيديكَ منذ زمن في نظرهم إلى جثة !!
إختفت كل الأسباب لرؤيتك الأن أو حتى إستشعار ذكراك
بالرغم من كل ما قرأته عن فيلم ( على جثتي ) من مقالات تُحبط المشاهد وتعزفه عن رؤية الفيلم إلا أن موعدي مع ( حلمي ) أصبح واحة التأمل والتدبيرفي كل فترات إحباطي منذ رائعته ( أسف على الإزعاج ) ، أضف على ذلك أن ( حلمي ) فنان زكي يعرف كيف يؤثر ويبقى في كل حالاته وإن إفترضنا أن تلك التجربة لم ترضي الكثير ، فالكثير أيضاً أكدوا أنها لن تسحب البساط من تحت أقدامه كما قال بعض النقاد ، بل سينتظر جمهور حلمي موعده الجديد معه وفي المرة القادمة سيكون أجمل
على الجانب الأخر يرى الكثير أن هذه التجربة أكدت تتويج حلمي على عرش الفن الراقي المعجون بضحكة القلب المفقودة ، السينما التي كدنا نعتاد مؤخراً أننا إفتقدناها للأبد
وكان الأولى للنقاد أن يشجعوا تجربة على جثتي في زمن صفق فيه الملايين ل ( شارع الهرم وعبد موتة ) ، ولكني أتفهم أن زمن يتصدر فيه  ( موتة ) الصحف والتوك شو لابد وأن تتوارى فيه ( جثتي )
---------------------
نُشر بجريدة أهل البلد 

Feb 9, 2013

إبتهاج



ومن الناس من تبتهج الحياة مٌُتجلية
بتوقيع أحلامنا راضيةً مرضية
 فقط لقربهم منا ..

تألق


ومن الناس من نزدادُ تألقاً برحيلهم عنا