-->
أشياء كثيرة فى حياتنا وجدناها تقليدية لأننا تركناها تقليدية لم نعطى لها و لا لأنفسنا فرصة أن نبحث لها و لنا للتالف فيها عن بدل فاقد
---------------------------
خرجت بهذا الدرس بعد ساعتين و أكثر قضيتهم مع متعة من المشاعر و الفن الجميل فى هذا الفيلم ... رغم أن .. و أستعد للمفاجأة .. قصة الفيلم تقليدية جداااااااااااااااا
نعم أكثر من تقليدية : توأمان شديدا الشبه يعيشان فى ملجأ للأيتام تتبنى واحد منهم زوجة ظابط و تتبنى الأخر راقصة معروفة و ينشأ كل منهما فى منزل و فى مناخ و بيئة مختلفين تماماً فالذى تربى فى منزل الظابط نشأ ظابط و الذى ربته الراقصة نشأ مدمن مخدرات
و لكن الذى ليس بتلقيدى بالمرة طريقة تناول القصة التى جعلتنى و كأنى أرى هذه الفكرة أو التيمة الهندية القديمة لأول مرة.. و كأن المؤلف محمد دياب وجد تحفة قديمة جداً لم يرى ما تحمله من قيمة و معانى إلا هو فقرر أن يصلح من تلك الشروخ و الأتربة التى حجبت جمالها الحقيقى.. وخرج بعمل جيد متماسك ممتع و مؤثر يحمل قيم إجتماعية و إنسانية جميلة فى إطار راقى لا سطحى و لا مبتذل و قدم المخرج أحمد علاء مشاهد الإدمان و الأكشن بشكل يجعلنى أتعايش معها و أتأثر بها دون أن أشعر بإشمئزاز فلم يكن مبالغاً و فى نفس الوقت قدم مشاهد واقعية جداً و بتكنيك عالى وبرع فى المشاهد التى ظهر فيها التوآمان معاً ، بدا أحمد عز و كأنه يحدث شقيقه التوأم فعلاً و لا يوجد خطأ ولو للحظة يجعلك تتذكر أنها خدعة سينمائية..
و من فكرة أن الشئ التقليدى سيظل تقليدى مدمنا لم أستهنا به تتأتى روعة أداء أحمد عز ربما كثيرون من صديقاتى و أصدقائى سمعتهم يعلقون مراراً منذ فيلم ( ملاكى إسكندرية ) : ( عز تمثيله عادى هو شكله حلو بس بيمثل عادى مش قوى يعنى ) لكنى كنت و مازلت أرى فى تلك البساطة منتهى القوة فلو شاهدت الفيلم و تخيلت ممثل اخر غيره يؤدى دور التوأم ستشعر أن الفيلم قد خسر الكثير من جماله فبمنتهى البساطة و المرونة و الرقى قدم لنا الفروق الكثيرة بين التوأمين دون إستعراض عضلات و حركات مبالغ فيها و إفيهات مكررة ، صحيح شعرت بمبالغة نوعاً ما و أداء يصنف أكثر كأداء مسرحى اكثر منه سينمائى فى بداية ظهوره ولكنى أرجع ذلك للفنان نضال الشافعى الذى كان أداءه مبالغاً فيه فمن الطبيعى ان يأتى إنفعال عز مبالغ فيه.. كذلك نفس الفكرة مع منة شلبى و محمد لطفى ربما قدمت منة دوراً يبدو بسيط بالنسبة لأدوارها الصعبة السابقة لكنه دون اى مبالغة من أكثر الأدوار التى صدقتها فيها أعتمدت على أداء بسيط لم تشوش بالمبالغة على المعنى فبدت متمكنة .. أما محمد لطفى فكان بحق المفاجأة الكبرى أستطاع المخرج الشاب أحمد علاء بنظرة ثاقبة و مختلفة ان يخرج لنا مارد تمثيل جديد لم ننتبه له من قبل طوال فترة سجنه فى القمم :) أقصد فى الأدوار البسيطة الخفيفة ذكرنى بممثلين الشر فى الزمن الجميل عندما كنت تشاهد الفيلم من أجل أن تستمتع بأداء المليجى او الدقن أو أستيفان رستى و تتذكر قفشاته و حركاته عن حب لا كره رغم انه يؤدى دور الشر و رغم وجود بطل أخر و نجم شباك يسيطر على مساحة الفيلم.. بداية رائعة للمخرج الشاب أحمد علاء كونه يطل علينا من أول فيلم بكل هذه الإمكانيات و هذا الإحساس بالسيناريو فقد فُزنا بمخرج ممتاز و نأمل ان تكون أعماله القادمة على نفس المستوى و أكثر
الفيلم كله بمؤلفه و مخرجه و أبطاله صنعوا حالة إنسانية جميلة و كشفت عن معانى كثيرة فى الحياة نصادفها يومياً لكننا قد لاننتبه لها أنا لن أنسى أن الدموع كادت تنزلق من عينى فى مشهد دعاء الراقصة لإبنها المدمن قبل السفر دائماً ما كنا نسخر و نلعن تلك الشخصيات
و لكن ما الذى حرك تعاطفى مع الراقصة و أبنها المدمن ؟ شاهد الفيلم لتعرف كيف تصنع من أشياءك التقليدية تحف جميلة
نُشر في كلمتنا "