Sep 20, 2007

أبعدى يا موضة عن فانوس رمضان



منذ طفولتى و أنا أتخيل رمضان فى صورة الكهل الطيب ذو الشعر الأبيض و الذقن البيضاء يتوكأعلى عصا قديمة ترجع الى عصر عتيق تفوح منه رائحة عريقة اسطورية كرائحة البخور الذى يلوح به الشحاذون فى مقام سيدنا الحسين ، و رغم كهولته يملك جسد شاب فى العشرين و يمشى بخطى سريعة جدا تسلبنى متعة رؤياه



دائما كنت اراه يجلس داخل الفانوس و انه هو الذى يعطى للأمر للفانوس فيشع منه النور أو يأمره فينطفئ ، له صوت جميل عذب يغنى اغانى بالنهار لا اسمعها طوال العام الا منه و باليل رجل دين يتلو ادعية و ينشد موشحات



هذا هو رمضان الذى اعرفهو الذى صنعته طفولتى و حفظه لى صبايا و لكن يبدو ان الموضة لم يكفيها ما بدلته لنا من عادات و تقاليد و فن و مأكولات بل وصل بها الأمر ان تفرض هيافتها على الذكريات ...... أحلى الذكريات و أغلاها

كانت الصدمة شديدة عندما دخلت أحد المتاجر لأشترى فانوس لأبنة عمى الصغيرة و قد كتب عليه صنع فى الصين و يتخذ شكل تمثال بوذة الصينى الشئ الوحيد العربى الذى وجدته فى هذا الفانوس أغنية نانسى عجرم التى تصدر منه ( أه و نص ) ما علاقة هذا كله برمضان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و هل هذا فانوس رمضان أم البائع أخطأ فى السمع
و عندما أوضحت اندهاشى للبائع ضحك قائلا :( ما فيش غير الفوانيس دى يا أنسة هى دى الى طالعة موضة



الموضة .... أه أه ...... أيتها العينة اسكتى صوت شيخى الحبيب ؟ كيف طالته يدك ؟
رمضان رمضان ..... راح فين بس ؟ كان قاعد هنا جوه الفانوس


و فضلت انده على عم رمضان و لا هو سألان
اتاريه سايب بيته بقاله زمان
لما لقلا المكان بقى غير المكان
و الأنسان بقى غير الأنسان
ابعدى يا موضة عن فانوس رمضان