Jul 19, 2007

السوفسطائى الكبير


سنتنزه يوما يا قلبى

و نسير معه فى الضواحى

سنرى الورود يوما يا قلبى

قزحية الألوان

سأحلق معه يوما فى سماء الحب

تاركة لأهل الأرض ألواحى

فسوف يكون وردى زهرى

و ذهبى تفاحى

هكذا كنت احدثك يا قلبى

أتذكر ؟

هكذا كانت أحلامى

لا تفزع لا تلوم حبيبى

لأنه أخطأ للحظات

أو لأنه زعيم التلاعب بالكلمات

هو بشر ، لا مهرب له

من سنتى فى الدماء

يهوى المغالطات

لا أجبرك بملائكيته أن تقرر

لكنى أذكرك ألا بفروسيته ينكر

أن تلك العينان

لا تعترف بحقى فى النسيان

مازالت تطاردنى

مازالت تحتل شرودى

مهما هربت منها الى العنان

و كيف تتنحى عنى

و هى فى أصلها التكوينى

ذلك العنان

هل كانت هذة القصة التى

رويتها بمشاعر

تتدفق كالنيل

أرض جرداء منذ الأزل

لا ينجز الرى فيها شيئا ؟

هل كانت أساطير يا قلبى

رسمتها وحدى فى خيالى ؟

كتلك التى جاءت على لسانه

فأثار هذا الشئ الكامن بداخلى

أى فن هذا يدرس الكلمات

علمه اللعب بالحروف

و تبديل المعانى

كيف يضحك بالأمس فى وجهى

و فى الصباح أقابله

بأنقباض حاجبيه جافانى

و أنا و أن تحيرت للحظات فى أمره

كنت أصدق و أصر أن أصدق

و أرفض أن تظهر أمامى

صورة سوفسطائى من القرن العشرين

تطغى على الفارس الذى أمتلك أيامى

كان كلما أخطأ

فى أختيار كلماته

ثم يعود الى صوابه

أعود فى لحظة... أعود

أعشق الغرق فى راحى

و لا أعلم أن أخطاءه للحقيقة المرة

مفتاحى

لا أعلم أن هذا الفارس الأنيق

يمسك بسيف خشبى

و أحاديثه سائل يتطاير بين شخص و أخر

أو عطور من النوع الردئ

ينتهى عبيرها فى ثوانى

أو زئبق لامع المظهر

يهرب من أيد محبة

مهما أقبضت عليه

لا أعلم أن قصر الهوى

الذى حلمت السكن فيه

عش ضيق من الصفيح الأسود

بلا أسوار ذهبية أو تحف فضية

بلا حجرات ملكية أو حواءط عاجية

تمامت مثل قصتى معه

بلا جمل تعرفنى هويتى فى قلبه

بلا سطور تشرح مكانتى عنده

بلا أحرف ، بلا عنوان ، بلا أوراق

قصة لا أستطيع سردها على لسانى

قصة تحكيها فقط

الدماء التائهة فى الجسد

فى حالات الأرهاق

أحببت ؟... نعم أحببت

و أخلصت و أهديت

و على رفرفة السعادة عودت جناحى

و كنت أقول :

سنتنزه يوما يا قلبى

و نسير معه فى الضواحى

لم ألتفت طوال المساء

لتلك الأمطار السوداء

كنت فى أنتظار صباحى

فبالأمس واعدنى

سوف أبوح له بمكنون وجدانى

سوف أواجه بحيرة أنائى

سوف يمسك بيدى

و أسير معه فى الضواحى

ذهبت الى الروضة

منتظرة أطلاق سراحى

و ما أكتملت غير دقيقتانعلى جلوسنا

و ما لفظت غير كلمتان أفواهنا

و بدأ نزيف جراحى

شطب وجودى من مخططاته اليوم

و ألتفت يبتسم لفتيات

كن يعرفوه و كان يعرفهم

و كنت أنا أعرفهم

لكنى ظننته لا يهتم بالجمال الأباحى

و عاد يقول تلك الكلمات

حتى ينتهى من مجالساته

حتى لا أفهم مغالطاته

لكنى أمسكت هذه المرة بمفتاحى

يا لا وجعى على جناحى

علمت حقيقته الأن

علمت من وراء الفنان

كيف من أشرق بشمس حبى

يكون غاربها

كيف من بنى قصور حلمى

يكون هادمها

هكذا هو ؟؟؟

يسامر هذه ، و تلك يراقصها ؟

و انا ...... أى الكلمات فى سطوره

و لماذا بالأمس واعدنى

و ما الذى كان سيقوله

هل سر السفسطة انك ظالم الشهوات ؟ يا سيدى هذا الفستان الضيق

لا يليق بى

و لست من تجيد طلاء أظافرها

لا أجيد فن الضحك المتراقص يا سيدى

و لست من تصبغ

على هوى الأشخاص مشاعرها

لا أراه نادما يا قلبى

لم يطلب سماحى

ليته يطلب سماحى

مهما فعل أستطيع ان أداوى جناحى

و ليتدرب من جديد على رفرفة السعادة

أستطيع أن أكون سقراطا

يصحح أخطاءه و يمحو جراحى

تركنى غارقة فى ذكرياتى

و ما من مركب تنجى

حاولت النسيان لكنى

مازلت أحلم بصباحى

و أن يطلق فى الروضة سراحى

حاولت النسيان لكنى

نسيت أنى

أحبا على قربه منى

حتى و أن كان فى قربه

بعيدا كل البعد عنى

ربما فهمناه خطأ يا قلبى

ربما يعود فارسا كما كنا نران

ربما يعود كما كنا نتمناه

أفلاطون .. الحب الصادق حديث شفتاه

الوفاء و الأخلاص بريق عيناه

ربما

نتنزه يوما يا قلبى

و نسير معه فى الضواحى