Mar 22, 2013

في ذكرى شكري سرحان .. أين ذهب فتى الشاشة ؟


تمر هذا الشهر ذكرى وفاة الفنان شكري سرحان ، و عندما يمر إسم شكري سرحان على الجيل السابق والجيل الحالي ، يتذكر الجميع ما كان يسمى بفتى الشاشة الأول
ويغوص في لوحات كلاسيكية عتيقة تنفخ في وجوهنا أرواحاً وروائح ، تسبح بنا في عالم راقي جميل خالي من شوائب سخافات عصر عبد موتة و حزلقوم واللمبي ، وإذا ما نفت حقائق وجودنا في 2013 تلك الروح والروائح عنا نفوسنا .. نتسائل .. حقاً .. أين فتى الشاشة ؟ لماذا لم يعد هناك فتى شاشة ؟ لماذا أصبح البطل المصري بلطجي أو حرامي  أو مدير شركة زير نساء أو تاجر مخدرات أو معتوه ؟
عندما يمر إسم شكري سرحان في عصر عبد موتة نتحسر على سعيد مهران في اللص والكلاب نتحسر على تلك العبقرية التي جعلتنا تحتقر اللص دون أن نرغب في البصق على الشاشة من شدة الإشمئزاز
يقول صناع السينما أن هذه هي النماذج في في واقع الشارع المصري ومن يعترض على ذلك هو متحيز لمعشر النعام .. تلك هي مصر .... ، والحقيقة إن مصر مازال يمشي في شوارعها ملايين شكري سرحان بوجهه الطيب و وهدوءه الرزين ، وعروق شهامة إبن البلد التي تحفر ملامحه و أناقته البسيطة مهما كان وضعه المادي متواضع ، مهما كان فقير، فالفقير يعرف الجمال والذوق والتناسق يستطيع أن يوفره لنفسه  على قدر إمكانياته ( وكاتبة السطور مولودة وتحيا في حي شعبي ) أي أتحدث من الواقع وليس من فيلم رد قلبي ، معدومين ( حين مسيرة ) وضع اخروليس بالجديد على مصر .. شاهد فيلم ( جعلوني مجرماًً ) للملك فريد شوقي .. لكن ليس هذا كل الشعب المصري .. و لديَّ من الواقع ليكفي بأن أؤكد أنه حتى في معدومين العشش رجال لها أخلاق وذوق و طموحات. لكن مبدعون مصر أصبحوا يستسهلون ويرون فقط ما يدرِ عليهم المال في شباك التذاكر ، والشعب المصري أصبح يريد الضحكة أكثر والعبث أكثر واكثر كمسكن من أخبار الخراب والدماء التي تخنقه
المرآة المصرية مازالت تحلم بشكري سرحان ( علي يا ويكا في رد قلبي .. عباس في أنا حرة .. حسن في أحبك يا حسن ) ليرد قلبها لمكانه بعدما تاه بين البلطجية والمعتوهين ، إذا كانت تضحك على إيفيهات رخيصة فهو فقط من باب اللجوء لنظرية المسكن
عندما يمر إسم شكري سرحان نتذكر كيف عندما يرحل أعداء الصخب الراقون اللذين لم نسمع عنهم إشاعة واحدة .. ينساهم الإعلام لأنه لم يكن في حياتهم مادة فاسدة ينسجون منها موضوع مثير أو حلقة حصرية

من النظرة الأولى لوجه  شكري سرحان تستنتج أنه طيب القلب و “ابن بلد”، حيث شهد جميع من كانوا يتعاملون معه طوال حياته أنه يتمتع بهذه الصفة، وكان شكري سرحان كريماً جداً يتمتع بملامح مصرية جعلت الجميع يلقبه بـ “ابن النيل”، أضف الى ذلك تمتعه بأخلاق عالية، ويعود السبب في ذلك الى نشأته الدينية
دراسته بالأزهر الشريف، وعمله كمدرس للغة العربية في بداية حياته المهنية، هو ما أثر على شخصية الفنان المصري الراحل شكري سرحان التي كانت تتسم بـ”الصرامة”، و”الجدية”، إلى الحد الذي جعل ابنه السفير يحيى شكري سرحان يطلق عليه لقب “سي سيد”، وقول الفنانة الراحلة هند رستم عنه: “هو‏ ‏طبعه‏ ‏كده‏, ‏مصري‏ ‏بس‏ ‏مصري‏ ‏قوي‏, ‏تقدر‏ ‏تقول‏ ‏مصري‏ ‏صعيدي‏, ‏مصري‏ ‏بلدي‏, ‏مصري‏!‏”.
وفي الوقت الذي أكد يحيى فيه على أن والده كان “سي سيد” في منزله، من خلال جديته والتزامه، أشار إلى أنه كان شديداً في الحق، ولكن شدة بغير عنف، وليناً بغير ضعف، وقال:” قوته كانت يحكمها العقل
أكثر من موقف ذكرته الراحلة هند رستم في حوارات لها يدل على رجولة و شهامة وأخلاقيات شكري سرحان العالية بحسب رأيها، أبرزهم ما حدث معها شخصياً خلال تصويرها فيلم “رد قلبي” الذي جمعها بالفنان شكري سرحان.
هند روت تفاصيل الموقف قائله:” لا‏ ‏أنسى‏ ‏له‏ ‏موقفاً‏ ‏شخصياً‏ ‏معي‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏نعم‏ ‏الزميل‏ ‏الشهم‏، ‏وهو‏ ‏أنني‏ ‏كنت‏ ‏أمثل‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏فيلم‏ ‏رد‏ ‏قلبي‏، ‏وكنا‏ ‏نجري‏ بروفة‏ ‏لأحد‏ ‏المشاهد‏، ‏وكنت‏ ‏مرتدية‏ ‏بذلة‏ ‏رقص ‏لأني‏ ‏كنت‏ ‏أقوم‏ ‏بدور‏ ‏راقصة،‏‏‏ ‏وجلست‏ ‏أتكلم‏ ‏مع‏ ‏الراحل‏ ‏عز الدين‏ ‏ذو الفقار‏ مخرج العمل ‏عن‏ ‏كيفية‏ ‏ضبط‏ ‏الإضاءة،‏ ‏وما‏ ‏سنفعله‏ ‏في‏ ‏المشهد‏ ‏التالي‏..”.
وتابعت:” فوجئت‏ ‏بشكري‏ ‏سرحان‏ ‏ينادي‏ ‏على ‏البنت‏ ‏اللي‏ ‏بتلبسني‏، ‏ويقول‏ ‏لها‏ ‏أطلعي‏ ‏هاتي‏ ‏لها‏ ‏روب‏، ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏فريق‏ ‏العمل‏ ‏بالنسبة‏ ‏لي‏ ‏أهل،‏ ‏وكلنا‏ ‏أسرة‏ ‏واحدة‏, ‏وعندما‏ ‏أحضرت‏ ‏البنت‏ ‏الروب،‏ ‏قلت‏ ‏لها‏ ‏مين‏ ‏قالك‏ ‏إن‏ ‏أنا‏ ‏عايزة‏ ‏روب،‏ ‏فقالت‏ ‏لي‏: ‏الأستاذ‏ ‏شكري‏ ‏هو‏ ‏اللي‏ ‏قال‏ ‏لي‏ ‏ذلك‏, ‏ساعتها‏ ‏شعرت‏ ‏بأن‏ ‏شكري‏ ‏ليس‏ ‏زميلاً،‏ ‏بل‏ ‏هو‏ ‏أخ‏ ‏كبير‏ ‏وأنني‏ ‏أخته
هو من مواليد الشرقية ، أول أعماله السينمائية هو فيلم "لهاليبو" مع الفنانة الراحلة نعيمة عاكف والذي أخرجه حسين فوزي عام 1949، ثم اختاره المخرج العالمي يوسف شاهين لفيلمه "ابن النيل" عام 1951 م والذي كان الانطلاقة الحقيقية لنجوميته، ثم توالت عليه أدوار البطولة في أعمال "درب المهابيل"، "شباب امرأة"، "الطريق المسدود"، وغيرها من الأعمال.
وكان يلقب بذلك الوقت بفتى الشاشة. وكرم من الرئيس المصري جمال عبد الناصر بوسام الدولة، وحاز على العديد من الجوائز، وكذلك أبرز الجوائز التي حصل عليها في أفلامه السينمائية الشهيرة في فيلم "ليلة القبض على فاطمة" مع فاتن حمامة عام 1984 للمخرج الراحل هنري بركات، والتي حاز من خلاله على جائزة أفضل ممثل، وله العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، وأما رصيده السينمائي فهو 150 فيلما سينمائيا ابتداء من "لهاليبو" عام 1949، وانتهاء بـ"الجبلاوي" 1991
اعتكف في آخر أيامه على قراءة القرآن الكريم، حتى عرف بعشقه للقرآن ولقب ب«عاشق القرآن».
 وعن الجوائز جائزة أفضل ممثل ثماني مرات على الأقل عن أفلامه الشهيرة: شباب امرأة، اللص والكلاب، الزوجة الثانية، النداهة، وليلة القبض على فاطمة وغيرها، وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوي الأفريقي عن دوره في فيلم «قيس وليلى» 1960 لكن التكريم الأهم والذي رد له الاعتبار بعد خمس سنوات من اعتزاله التمثيل وابتعاده شبه التام عن الأضواء منذ العام 1991 وحتى رحيله عام 1997 كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له عن مجمل مشواره في سياق مئوية السينما المصرية واختيار النقاد له كأفضل ممثل، حيث اختير كأفضل ممثل في القرن العشرين باعتباره صاحب أعلى رصيد من قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما العربية بعدد 15 فيلما بين بطولة مطلقة وجماعية، مع الفنانة فاتن حمامة كأفضل ممثلة للقرن العشرين للسبب نفسه وذلك من النقاد في مهرجان مئوية السنما العربية مع ملاحظة ان له أفلام ليست في القائمة لاتقل روعة عنها مثل «النداهة» مع ماجدة و«الطريق المسدود» مع فاتن حمامة، و«شيء في صدري» مع رشدي أباظة وماجدة. ومع ذلك عاش مظلوما ومات مظلوما ولم يحظى بالاهتمام الاعلامي عكس غيره ممن لم يحظى بما يقارب أفلامة العظيمة في هذه القائمة وغيرها لايعرف الذكاء الاجتماعي والبيزنس وغيرها من قصص الطلاق والزواج التي تظهر وتشهر غيره أكثر أفلامه في شبابه 150 فيلم بمعدل ثلاثة أفلام في السنة
---------------------------------
نٌشر بجريدة أهل البلد
http://ahlelbalad.com/stars/zamanyafn/1400-shokry

Mar 6, 2013

يا مرحب


وكأنَّ خبراتي تأخرت لتتأهل بما يليق بكَ
وكأنَّ ابتساماتي ادُخِرت لتملأ اللحظات فرحًا بك
تعجبت من ألمي
لماذا هو عميق من أشباه الرجال ؟!
وأدركتُ اليوم أن بكاءه
كان على أعوام مررتُها هباءً
بين متبلد وقاسٍ ودجال
أسرني فيك
ذلك الرضى في صوتك الهادئ
ورزانة الطيبة في عينيك
الاطمئنان المغترب يقترب مني
والسكينة العزيزة صارت تُرحب
كلما تذكرتك وأنت ترد سلامي بـ " يا مرحب "
بلا رتوش أنتَ ..
على عداء مع الصخب والإبهار .. ما أبدعك
قويُ أنت .. ثائر بحق .. رحالة بعمق
شرقيٌ بصدق
سيوفك تشهرها للجبناء وإن أخلصوك
وتخمدها أمام الضعيف والنساء وإن أهاونك
ذو فضيلة قاهر لألعاب البغايا .. ما أحصنك
وبدأت أصنع ذكريات جديدة
وبدأت أبصر بلادًا كنتُ أظنها بعيدة
وتحولت أغاني حليم نحوك
وذهبت أشواق مستحيلة.. منذ سنوات وهي قتيلة
في غيبات وداع عنيدة
وكأن الحب يكافأني
لأني قسوت على ذلك الساذج بين الضلوع
قسوت عليه حتى أسالك أمامي
ولا أعلم يا فرسي النبيل
متى نبت ؟ وكيف تشكلت ؟
وسريعًا ما بدأت تسجلك أيامي
أدركت الآن أن الكره ليس هو عكس الحب
عكس الحب .. لا شيء
وأدركتُ أن اللاشيء .. في الأصل لم يكن حب