
الجملة مقصودة و اعنيها حرفيا ... من أكثر المقولات التى تثير غضبى و أشمئزازى هما ( فاقد الشئ لا يعطيه و من شب على شئ شاب عليه ) أرى ان قائليهم عبارة عن اجهزة متحركة أو ألات حاسبة 1+1 = 2 ، و الغريب أننا تناقلناهم و توارثناهم و تربينا عليهم و هناك من سيورثهم و يربى عليهم أبناءه ، هم محقون من الناحية الحسابية فمن لا يملك عشرون جنيها مثلا لن يعطيها لك أذا ما طلبتها منه و من نشأت أبنة لراقصة ستشب راقصة و من نشأ أبن بائع خمر سيشب فى نفس المهنة ... لكن لو نظرنا لها بنظرية مقلب القلوب ( سبحانه و تعالى ) و أدخلنا المشاعر و الأحاسيس قليلا سنجد ان هاتان المقولتان جريمة يعانى البشر من أضرارها ، ألم تصادف فى حياتك من يعطيك الدفئ و الحنان و الحب دون أن يملكهم ؟ هلى تعتقد أن المرآة اليتيمة مثلا بالضرورة تهمل أبناءها ؟أو الأب العامل البسيط بالضرورة يحرم أبناءه و لا يبالى من تقصيره نحوهم ؟ ألم تسمع عن راقصة تربت فى بيوت الليل تابت الى الله و هى على مشارف الخمسين ؟ كلنا نتذكر حكاية نجمة الأغراء التى اعتزلت و أرتدت الحجاب و فاضت روحها فى العشر الأواخر من رمضان و هى تركع فى صلاة الفجر ..... ألم تصادف طالب فشل فى دراسته ثم هزم فشله و نجح فى عمله ؟ أو الأنسان الذى حرم نعمة الصداقة أذا ما ظهر فى حياتك بالضرورة سيكون خائن و غير كاتم للأسرار و غير مأتمن و.. و .. ؟ الامام على ( كرم الله وجهه ) قال : أحذر العدو مرة و أحذر الصديق ألف مرة فأذا أنقلب الصديق عدو كان أعلم بالمضرة ) و قال تعالى : ( أدفع بالتى هى أحسن فأذا الذى بينك و بينه عداوة فكأنه ولى حميم ) و كان أكثر دعاء النبى ( ص ) : يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ) أذا هى فلسفة وقتية و لا يجب أن تأخذ من البديهيات أو المسلمات ربما أكون مبالغة و لكنهم أيضا يبالغون
