Jan 19, 2013

شجرة ورمان حكاية إنتهت مع سجاد إيران

                       أحمد محمد 55 عام ، دبلوم صنايع قسم خراطة ،  متمسك بحرفة تعلمها وهو في العاشرة من عمره ، وقتها كانت نادرة ومريدي نتاجاها من الطبقة الأرستقراطية فاحشة الثراء فقط  ، في زمن النجف و التطريز والطربوش و الجرامافون، وأصبحت أكثر ندرة الأن في زمن الأيباد والتكييف والزجاج عازل الصوت ، تصوروا بأي حرفة يتمسك ( عم أحمد ) ... حرفة ترميم سجاجيد إيراني !! ، في زمن على حد قوله لم تعد إيران نفسها تصنع الصوف وتصبغه بالألوان الطبيعية التي تستخرجها من ثمار الرمان وغيرها من الثمرات والأشجار وبالتالي لم يعد في مصر من يهتم بشراء سجادة إيراني في عصرنا هذا ، وقلت عمالتها لا يتوفر له الأن عاملين مساعدين فيها فقل النشاط جداً ، وكما يقول .. أن جميع ذبائنه يأتون له بسجاجيد إيراني أصلية ورثوها عن أسرهم ، ويحتفظون بها ويهتمون بترميمها إما لأنهم يعرفون قيمتها وهي تحفة عزيزة بالنسبة لهم ، إما لبيعها بأسعار باهظة الثمن أو الإشتراك بها في مزادات عالمية وما إلى ذلك ، أما فيما عادا ذلك فلا يوجد سجاجيد إيراني لا في إيران ولا في مصر ، ومع ذلك عم أحمد ومساعده الوحيد مازالا يزاولان النشاط الذي لاحظت أنه شحيح جداً في دكان صغير وبسيط بحي راقي في القاهرة ، ولاحظت من لهفته عندما طلبت منه محاورته وتصويره أنه من زمن لم يروح ويغدو على دكانه أحد ، كاد يحملني من على الأرض فرحاً ولم يكن يدري ماذا يفعل للتعبير عن سعادته بإهتمامي بتسليط الضوء على مهنته ، سؤال بدأ رحلة طويلة في عقلي وأنا أتحدث معه ( لماذا رغم ظروفه المادية القاسية التي شرحها ، وندرة زبائنه مازال متمسك بحرفته هذه ؟ )
--------------------------------

No comments: