Jul 5, 2010

مصر بتلعب

صدر حديثاً للصحفي الشاب محمد توفيق كتاب " مصر بتعلب " الذي يبدو أنه يحب النبش في سلبيات جيل التسعينات ليحذر بها الألفيات كما رأينا في كتابه الأول " أيام صلاح جاهين " الذي نبَه فيه الشباب الصغير بإسلوب مرح بسيط .. " أرجعوا لهويتكم وأصلكم " و الأن يطل عليهم بتنبيه جديد " ألحقوا مصر بتلعب " " إلحقوا الشعب المصري تحول من شعب لجمهور مُتفرج "

و لكن لابد أن مصر بدأت تتجه لتفضيل اللعب على الزراعة و الصناعة و العلوم و التكنولوجيا على فترات على مدار تاريخها ليس من المعقول أنها فجأة إنتابها هوس اللعب بدون أسباب

و هذا ما أوضحه محمد في رحلة خفيفة الظل على متن فصول كتابه فقد عرض لبداية إهتمام الشباب المصري بالكرة ويضعها جانباً إلى جنب بأهم الأمور في المجتمع سنة 1917 عندما ظهرت صورة جديدة للمثل الأعلى للشباب في أول ماتش دوري بين الأهلي و الزمالك مروراً بسنة النكبة عام 48 عندما بدأ يجتمع حيدر باشا وزير الحربية بلاعبي الزمالك ليضع لهم خطة للهجوم على الأهلي !!! وكان يجتمع ب " حنفي بهطان " أشهر لاعب في نادي الزمالك وقتها و من بعده فعل َ مِثله عبد الحكيم عامر الذي كان مهتم بفوز الزمالك بشكل غير عادي وكان رئيسه وقتها " حسن عامر " شقيقه لدرجة أن " نجيب المستكاوي " كتب في يوم من الأيام : " هل لابد أن يفوز الزمالك ؟ " تخيلي إن الحَكم إللي كان يوقف لعيب من الزمالك يتحول للتحقيق ؟ !!

ثم باخذنا لجيله جيل التسعينات الذي شاهد أول ماتش كأس عالم في التليفزيون بين مصر و هولندا و تأثر بشدة ودعا لمجدي عبد الغني بإحراز الهدف، و هكذا ظهر شكل جديد للمثل الأعلى أو البطل القومي فمن هتاف الشباب يحيا سعد إلى " أرقص يا حضري وعايز تهده هاتله جده " حتى جاء ماتش مصر و الجزاير والذي يعد الشرارة لفكرة الكتاب فقد رأيت الشباب الصغير الألفاوي يهتف الغضب الساطع آتٍ .. ويا حبيتي يا مصر كنت بسمعها وأنا طفل في أجازة عيد تحرير سينا رأيتهم بيغنوها عشان الماتش .. ضيفي إليهم صورة صورة والمصريين أهما !!! وكأن شباب مصر قرر ألا يقدم لهذه البلد سوى اللعب وتشجيع اللاعبين للوصول لكأس العالم

ويجعلك محمد تتخيل أن لو مصر وصلت لكأس العالم ( محدش هيعد في بيته !! )

لكني في النهاية لا أستطيع ألقاء اللوم كله على الشباب أو أسطح من تفكيرهم و لا على لعبة قرة القدم نفسها أو لاعبيها لإني رصدت في الكتاب إحصائيات خطيرة للبطالة و الطلاق و العنوسة تفسر هذا الهوس بالإلتفاف حول شيء يشعرك بالإنتماء والسعادة بالإنتصار

----------------

( نُشر في جريدة عين )


7 comments:

MKSARAT - SAYED SAAD said...

فكر جميل ويحترم اتمنى له كل التوفيق

اما انتى بقى مستخبية فين كل ده
اتمنى تكونى بخير
سيد سعد

Unknown said...

معلش يا سيد مشغولة جامد والله
وانا سعيدة جداً غن لسة في حد من المدونين فاكرني

ألف شكر
:)

dina said...

شكله كتاب محترم و اتحمست أنى اقراه

houda said...

هاي اخبارك ايه انا دايما بعلق متاخرة اوي بس يارب تعدرني على تقصري اما بالنسبة للموضوع فجامد جدا وبجد شوقتني اقراء الكتاب اللي تكلمتي عنو وانا شايفة انو الاهتمام بالكرة اوي هو سبب لحاجات كثيرة بتحصل في حياتنا كل يوم اذي البطالة وادي مشاكل مابتنتهش وحروب مع نفسنا واللي حوالينا مابقاش في حاجة تفرح الواحد عشان كده كانت ماتشات الكرة حل في اننا نحس بشوية فرح ولما لاعيبة مصر يشاركو بنحس بالفخر وبانتمائنا لبلد النصر شاهد ليه التاريخ بكده عشان كده في اي ماتش بتلاقي الجو غير وبتحسي كانك في عيد قومي وفي الاول والاخر اي فوز في اي حاجة شرف لمصر ولاهلها
تحياتي مستنين الجديد

ذو النون المصري said...

كل سنه و انتي طيبه
اكيد الكتاب ممتاز

الطائر الحزين said...

كل عــام انت بخير

Unknown said...

دينا :)
انا سعيدة إني عرضتلك الكتاب بشكل حمسك للقراءة و الكتاب فعلاً كذلك
----------
هدى :)
أهلاً بيكي في أي وقت وانا بقدر الظروف

-------------
ذو النون المصري

وإنت بالثحةو السلامة هو فعلاً كتاب متمز

---------------
الطائر الحزين :)
وإنت بصحةو سلامة صديقي العزيز