Oct 4, 2007

و قولوا للناس قولا حسنا

وجدت هذه القصة فى بريدى الالكترونى ارسلها لى صديق عزيز لعندليبيات و اعتقد ان فى نشرها الفائدة للجميع




في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة.. كلاهما معه مرض عضال
أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر.. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف.. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي.. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء.. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة.. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها والجميع يتمشى حول حافة البحيرة.. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة.. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في انبهار لهذا الوصف الدقيق الرائع.. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى
وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً.. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها
***********
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه.. ولكن في أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة.. فحزن على صاحبه أشد الحزن
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه.. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة.. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر الى العالم الخارجي
وهنا كانت المفاجأة
لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت بأنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة.. ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم.. ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت
***********
ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟
***********
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك
ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك
إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل.. ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك
فاجعلهم يشعرون بالسعادة بالله عليك.. وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القرآن الكريم

16 comments:

اسكندراني اوي said...

ازيك يا ست الكل
اخبارك
طمنينا عليكي

اه يا عاليا
عارفه ان الانسان من الممكن ان سعادته تتضاعف الاف المرات لو اسعد الاخرين بنيه صافيه وقلب ابيض
بقدر ما يستطيع
لكي كل التحيه على البوست المؤثر ده

sahr said...

اسجل حضوري وراجعة تاني

عين فى الجنة said...

الوهم اللذيذ، كم منا من عاش ساعات وايام بل اعوام فى وهم حب او سعادة ظن انها خالدة ثم افاق على الواقع
لكى تحية وسلام

عــلاء ســالـــم said...

السلام عليكم

القصه جميله بالفعل
والمعنى أجمل وأجمل
فعلاً الناس ممكن تنسى الكلام لكن الإنطباع والإحساس بيدوم لأن ذاكرة الحواس في الغالب بتكون أقوى من ذاكرة العقل.

أشكرك على إمتاعنا بهذه القصة وإفادتنا بهذه العبرة.

غمض عينيك said...

القصة جميلة اوي ياعاليا
ومؤثرة جدا جدا

الراجل ده توفى وهو مرتاح وسعيد
اوقات كتير السعادة بتكون في قيمة اللي بيعملة الانسان ويسعد بيه غيرة

شكرا ع القصة الحلة دي

sahr said...

القصة جميلة جدا جدا جدااااا
ومؤثرة فعلا
جزاكي الله خير

ذو النون المصري said...

الله ينور عليكي
فعلا و الله انا اتاثرت جدا بهذه القصه فهي قصه جميله جدا
ياتري هي حقيقيه ام مؤلفه كرمز يريده المؤلف؟
تحياتي لاختياراتك الرائعه
كل سنه و انتي طيبه

albida said...

ازيك يا عليا؟ عاملة ايه يا جميل؟
بما أن دى بقى أول زيارة ليا عندك, ممكن سحلب ولا شيكولاتة ولا عصير برتقال ولا اى حاجة كده عالماشى؟
ههههههه

بجد مدونتك لذيذة أوى.. أما عن القصة دى فأنا بقى حسيت فيها بمعنى تانى غير اللى أنتى كاتباه. طلعت منها أن الأنسان مش بيعيش فى عالم الواقع بس أنما بيعيش فى داخل أيضا.. فى عالم الخيال. العالمين دول ربنا خالقهم علشان الأنسان يقدر يحافظ على توازنه
فمثلا العالم فى مخيلة الرجل الأعمى (الورود والأطفال والألوان) ما هى الا صورة معكوسة لواقعه البأس اللى بيتمثل فى شكل الجدار المصمت المطلة عليه النافذة

هى القصة جميلة بجد ويتطلع منها باكتر من معنى

يالا.. فين السحلب بقى؟
:)

S H A H said...

قصة تحفة بجد يا عاشقة حليم

Doaa Ebrahim Aaql said...

قصة جميلة أوى يا عاليا
فعلا السعادة فى إسعاد الآخرين
ما قيمة السعادة
ومن حولنا يشعرون بالتعاسة


تحياتى

MONDAHESH said...

فعلا فعلا

الكلام الكويس والعمل الكويس هو اللي بيعيش حتي بعد ما الانسان بيموت

تحياتي ليكي ولمواضيعك المتميزة دايما

كلاكيت تانى وتانى said...

فعلا انا بحس باللى بتقولية فكل لحظة بقدم فيها الخير والمساعدة لطفلة محتاجة أو أم أتوجع قلبها بأعاقة بنتها أو أبنها متتصوريش كم السعادة لإان تشوفى القوة والقدرة على مواصلة الحياة والأمل فى عيون أمهات وأطفال جاءونى وهم محطمين
أن تطى السعادة خيرا من أن تعيشها فالعطاء هو بعينة سعادة
بقلمى
تحياتى

Unknown said...

أسكندرانى أوى :)
ست الكل مرة واحدة ؟ أخجلتم تواضعنا الله يخليك يا زوق مقصرة معاك و وثى منك فى الارض ما تزعلش منى
الحمد لله انا بخير بس النت عندى سلكه عايز يتأرج و مش لاقية اراجة بادخل من سايبر

سهر :)
شكرا لحضورك دايماو سعيدة ان القصة عجبتك

راجى :)
الوهم الذيذ .. نعمل ايه لو ماكانش موجود ؟

علاء سالم :)
اشكرك انت على زيارتك و زوقك و اشكر باه الشنكوتى الكبير هو الى بعتلى القصة دى

ذو النون المصرى :)
و ينور عليك يا عم الحقيقة مش عارفة مؤلفها مين

البيدا :)
واحد سحلب هنا و اوتصى
نورتينى بالزيارة يا قيثارة التعليقات .... شرحتى نفس احساسى بجد الله عليكى احب اشوفك هنا دايما

شاه :)
لالالالالالالالالالالالا ... أنا زعلانة و انت عارف ... فينك ؟

برنسيس دودو :)
وحشتينى جنابك البلوج كان ناقصة طلتك البرنسيسة

مندهش :)
تحياتى ليك و لزوقك و تعليقك الجميل

غمض عنيك :)
أزيك ايه اخبارك ؟ أشكر الشنكوتى الكبير هوالى بغتلى القصة

كلاكيت تانى و تانى :)
و تالت و رابع و خامس و حنشوفك هنا كتير مش كده ؟ و متشكرين على زوقك و كلامك و كل سنة و انت طيب

احساس لسه حى said...

عزيزتى
كل سنه وانتى بخير وعيد سعيد يا رب
القصه قريتها قبل كده بس مش عارف اتمنا اعرف اى قصه تتقال هل هى واقعيه ولا لا ولو قصه فيها حكمه لو انها واقعيه هتكون اجمل
واكيد في ناس الاحسن اننا نجملهم الدنيا وفى ناس تانى الافضل يعرفوا الحقيقه لانهم بيحبوا الواقع حتى لو كان مر وانا مع الناس دى
تحياتى يا افندم
سلام

mohamed said...

قصة جميلة جداً ويارت كلنا عندنا التفاؤل بتاعه

Unknown said...

محمد :)
يا ريت و انا كمان أتمنى لأن ساعات كتير بيتملكنى اليأس